كانت الصعوبات التي لاقاها منتخب البرتغال في سبيل التغلب على السنغال في دور الثمانية بمثابة مفاجأة كبيرة لكل من تابع أداء الفريق الإيبيري بدور المجموعات في كأس العالم لكرة القدم الشاطئية رافينا 2011 FIFA. فهو الفريق الذي خلب ألباب الجماهير في مباريات المجموعة الثانية بأهدافه الوفيرة التي أمطر بها شباك السلفادور والأرجنتين وعمان، ورسم لوحات كروية جميلة بألعاب بيلشيور والهداف مادجر البهلوانية.
لكن الأغرب من اضطرار البرتغال لمكابدة كل هذا العناء أمام أبطال أفريقيا والإحتكام لركلات الترجيح هو الكيفية التي بدأ بها النزال الفردي الحاسم. فمن بين كل أعضاء هذا الفريق الذي يضم أربعة مخضرمين لعبوا في كل نسخ بطولة كأس العالم منذ نشأتها عام 2005، أحدهم هو مادجر، أفضل هداف في تاريخ المسابقة، وقع اختيار المدير الفني زي ميجيل ماتيوس على توريس ليتولى تنفيذ أول ركلة ترجيحية، رغم أنه كان في البداية على مقعد البدلاء.
وعقب النصر الذي فتح الطريق إلى نصف النهائي قال اللاعب رقم 4 بتواضع لموقع FIFA.com: "كان شيئاً وليد اللحظة. يثق زي ميجيل في كل اللاعبين، لكنه يعرف بالتأكيد أن البعض يحتفظ بهدوئه أكثر من غيره في هذه المواقف شديدة التوتر. فرغم أني قد لا أكون من أمهر منفذي ركلات الجزاء أثناء التدريبات، إلا أني أشعر في المباريات دائماً أنني على سجيتي، أياً كان الموقف القائم، وزي يعرف هذا."
وقد كان هذا اليوم الذي تحقق فيه النصر بعد التعادل مع أسود التيرانجا 4-4 يوماً سعيداً بكل المقاييس بالنسبة لتوريس، لا سيما وأن اسمه أدرج على لائحة الهدافين لأول مرة في البطولة حين نجح في التسجيل من كرة ثابتة من قبل منتصف الملعب. ولم تهتز شعرة في رأسه عندما علم أنه سيكون المكلف بلعب أول ركلة ترجيحية. ويقول اللاعب الذي شارك كبديل: "لم يوجه زي إليّ أي سؤال. وكان مادجر، الكابتن، هو من أخبرني بأني سأكون الأول، فتوجهت للتسديد بكل سرور." وجاء الدور بعده على بيلشيور ثم مادجر نفسه، ونجح الثلاثة ليضمنوا الفوز بنتيجة 3-2.
المزايا الخفية
ويتحدث المدرب زي ميجيل لموقع FIFA.com فيقول: "ليس لدينا ترتيب ثابت لركلات الترجيح. ما يحدث هو أننا نعمل سوياً منذ زمن بعيد، وأنا أعرف المجموعة جيداً، وحالياً أشعر بكل فرد فيها: حالته المعنوية واستعداده البدني... هناك عدد من العوامل التي أقوم بتحليلها الآن لكي أقرر. وبالإضافة إلى ذلك فإني أعرف بالطبع قدرة كل واحد على احتمال لحظات الضغط."
ولا يخفى على أحد ما ينطوي عليه شرح زي ميجيل من ثناء على توريس. ففي هذه المجموعة المتألقة من النجوم الكبار، تعتبر القدرة على تحمل مثل هذا النوع من المسؤولية ميزة عظيمة. ويقول توريس باسماً: "حسناً، لست فتى يافعاً على أية حال؛ أبلغ من العمر 31 عاماً وأخوض كأس العالم للمرة الثالثة. هذا قليل بالمقارنة مع ما عاشه هؤلاء النجوم، لكن إذا كان هدوء أعصابي هذا يساعدنا على تحقيق النصر بشكل ما، فإني سأكون جاهزاً للقيام بدوري."