هناك سببان يدفعان الناس لدى رؤيتهم المدافع مارينيو إلى قول: "إنه لا يبدو برتغالياً،" أولاً، بشرته البيضاء وشعره الأشقر، اللذان يجعلانه أشبه بلاعب ألماني يستعين به المنتخب البرتغالي. وثانياً، وهو السبب الأهم، لأنه بينما يخطف مادجر وآلان وبيلشيور الأنظار بمغامراتهم الهجومية الزاخرة باللمسات الجمالية الساحرة، يكتفي هذا المخضرم بمهمة أساسية تتمثل بالتصدي لمهاجمي الفرق المنافسة، وتوفير التغطية الدفاعية، وإضفاء ملمح القوة على أداء فريقه المشهور بفنياته الرفيعة.
ويقول مارينيو لموقع FIFA.com: "مهمتي هي العمل بجد واجتهاد من أجل الفريق والتصدي بقوة للمنافسين لكي يجد أصحاب الملكات الهجومية المساحات الكافية لشن الهجمات. أعتقد أن هذا التفاني هو سبب بقائي لأدافع عن اسم البرتغال حتى اليوم وأنا في التاسعة والثلاثين من عمري."
وفي اللحظات الحرجة من المباريات، يلجأ البرتغاليون بصفة عامة إلى اللعب بهذا التشكيل: مارينيو في الدفاع، أمام الحارس باولو جراشا مباشرة، لتغطية ظهر الثلاثي مادجر وآلان وبيلشيور. وهو تشكيل رهيب لا يتميز بالإمكانيات الفائقة فحسب، بل بالخبرة الواسعة أيضاً.
ويقول آلان: "تتمثل مهمتنا أيضاً في منح مزيد من الثقة لزملائنا الشبان الصاعدين. ومارينيو يلعب دوراً أساسياً في هذا الصدد نظراً للمركز الذي يشغله والجدية التي يؤدي بها." ويمزح صاحب القميص رقم 6، ابن 36 ربيعاً، واصفاً دور زميله المدافع بأنه يتكفل بإنجاز "الأعمال القذرة" لكي يفسح المجال لزملائه ليتألقوا في الهجوم، لكنه يعود فيستدرك: "ليس الأمر كذلك. فاليوم، مع تقدمنا في السن، نتحمل كلنا مسؤولية الإضطلاع بكل الأعمال، قذرة أو نظيفة، أية أعمال كانت."
الشيء المؤكد هو أن مارينيو، بعد 12 سنة مع المنتخب البرتغالي، يعتبر ركيزة أساسية لا يستغني عنها المدرب زي ميجيل ماتيوس، حتى وإن كان ليس ممن يخلبون الألباب بأجمل الألعاب. ويشرح المدافع نفسه قائلاً: "كل فريق يحتاج إلى لاعب أو اثنين بهذه المواصفات، من ذوي النزعة الدفاعية، لتوفير الطمأنينة، وزي [ميجيل] يعرف جيداً كيف يضع تشكيل فريق كهذا."
إلا أن المسألة لا تقتصر على النزعة الدفاعية؛ فعلى مدى أربع سنوات كانت تجمع بين زي ميجيل ومارينيو صلة من نوع آخر: حيث كان الأول حارساً لمرمى المنتخب، وكان الثاني يلعب أمامه قائداً للدفاع. ويواصل اللاعب فيقول: "كنت زميلاً لزي ميجيل في المنتخب عندما كان حارساً لمرمانا، ومنذ ذلك الوقت اعتاد على أن يصدر لي التعليمات. ولذلك توجد بيننا الآن ثقة كبيرة. وهي ثقة تعم الفريق بأكمله بلا شك، لكني أعتقد أنها تكتسب طابعاً خاصاً معي."
في المرة القادمة التي نصفق فيها لإحدى الركلات الخلفية المزدوجة التي يؤديها مادجر أو بيلشيور، يجب أن نتذكر أن البداية ربما كانت بلمسة بارعة قادمة من الخلف أو كرة قطعها هذا الأشقر قصير القامة، الذي لا يبدو حتى أنه برتغالي.