بعد تقارير اعلامية عن ازدياد الضغوط الامريكية على العراق في محاولة للتاثير على على قراره السيادي بشان الازمة في سوريا ودفعه للانضام الى مشروع اسقاط نظام الرئيس الاسد ، اعلنت الخارجية العراقية ان وفدا امريكيا عال المستوى سيصل العراق قريبا لبحث التطورات الاقليمية بشان سوريا وبحث العلاقات الثنائية .
وكشف وزراة الخارجية العراقية في بيان لها صدر اليوم ، ان الوزير زيباري اجرى اتصالا هاتفيا مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ، وبحث معها عددا من المسائل الثنائية بين البلدين ، والزيارة القادمة لوفد امريكي رفيع المستوى الى بغداد.
وذكر بيان وزارة الخارجية " ان الاتصال جرى خلاله بحث اوضاع اللاجئين السوريين والجهود العراقية والدولية لتقديم العون والمساعدة الانسانية المطلوبة ".
واضاف " كما جرى ايضاً تبادل الآراء والتشاور حول علاقات العراق الاقليمية وتداعيات الازمة السورية على اوضاع دول الجوار" .
واشار الى انه " جرى التأكيد بأن العراق لا يؤيد التدخلات الاقليمية في الوضع السوري ويعارض عسكرة النزاع ، وتم الاتفاق على استمرار التواصل والتشاور بين الجانبين".
يذكر ان هناك استياءا شعبيا واسعا في العراق بسبب مواقف وزارة الخارجية العراقية من الازمة في سوريا، وانحياز الوزارة في قراراتها الى جانب المشروع الامريكي – البريطاني لاسقاط نظام الرئيس الاسد بمشاركة تركيا والسعودية وقطر وبدور اسرائيلي مخابراتي .
وهذا الاستياء الشعبي بدأ بالظهور في الشارع العراقي وتحديدا في اوساط الاغلبية الشيعية منذ موافقة مندوب العراق في الجامعة العربية " قيس العزاوي" في منتصف شهر مارس الماضي ، على مقترح قطري سعودي بتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية ، وتكرر ايضا انحياز السياسة الخارجية للعراق الى مشروع اسقاط نظام الرئيس الاسد ، في القمة الاسلامية التي شهدتها مكة المكرمة الاسبوع الماضي من خلال موافقة وفده في القمة على مشروع سعودي تركي بتجميد عضوية سوريا في منظمة التعاون الاسلامي .
وفي هذا الصدد اكدت مصادر نيابية ان الاتصال الاخير الذي اجراه نائب الرئيس الامريكي "بايدن" مع رئيس الوزراء نوري المالكي، تضمن تحذيرا واضحا وجهته الادارة الامريكية له بان لايخطو العراق ، اية خطوة لعرقلة اسقاط نظام الرئيس الاسد ، وحذر بايدن ايضا من السماح بارسال السلاح او المحروقات الى سوريا ، ودعا الى فرض سيطرة على الاجواء العراقية لتفتيش اية طائرة ايرانية يشك في حملها مساعدات عسكرية الى سوريا .!
وكانت اذاعة عراقية " صوت العراق " قد دعت الحكومة العراقية يوم امس في تعليق سياسي لها ، الى رفض الضغوط الامريكية التي تمارس على العراق لضمه الى مشروع اسقاط نظام الرئيس الاسد ، والذي تجسد في اتخاذ اخطر موقفين سياسيين يتعلقان بالازمة في سوريا ، وذلك بالموافقة على تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية والموافقة على تجميد عضويتا في منظمة التعاون الاسلامي ، ولاتفسير لهذين الموقفين ، الا تفسيرا واحدا ، وهو ارضاء الولايات المتحدة وارضاء حلفائها السعودية وقطر وتاييد مواقفه هذه الدول السياسية المعادية لسوريا .ودعت " صوت العراق " الى تشكيل الى "خلية ازمة " لبحث تداعيات الاحداث الجارية في سوريا على العراق والتحضير لمحاولة تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع الامريكي الذي يعتمد على دول الاقليم السني المتطرفة ، في العراق بتقسيم العراق وخلق اقليم سني طائفي يضم محافظات الانبار ونينوى وصلاح الدين ذات الاغلبية السنية .